يتغير مديري في العمل، كل منا يريد
ويتمنى أن يصبح كل شخص وكل شيئ في الدنيا موافقاً لهواه
ورغباته، فإذا أردت أن تغير من
شخص ستصاب في الغالب بخيبة أمل لأنه لا أحد يتغير إلا
بإرادته هو والأهم من ذلك أنه لا شيئ
يحتاج التغيير سوى نظرتنا نحن للأشياء والأحداث من
حولنا، يقول غاندي " إن الشيئ الوحيد الذي
يميز بين شخص وآخر هو النظرة السليمة تجاه الاشياء ".
ولتوضيح المعنى أكثر هناك قصة حقيقية تحكي عن مسئول كبير
باليونان اتخذ قراراً مهماً وتسبب
بهذا القرار في مشكلة كبيرة للبلد، ولهذا فكرت الحكومة
في معاقبته، فحكمت عليه بأن يعمل كناساً
لمدة شهر، الحكم مهين ... أليس كذلك؟ ولكن أنظر كيف
تعامل هذا المسئول مع الموضوع، بدأ في
تنفيذ الحكم وكان يعمل بكل جد وسعادة، وكان الناس يمرون
عليه وينظرون إليه باستغراب كما
نستغرب نحن الآن، لدرجة أن التليفزيون ذهب إليه وسأله
كيف تكون سعيداً وقد عوقبت بأن تكنس
الشوارع؟، فرد عليهم وقال عفواً أنا لست كذلك، أنا سعيد
لأني أشارك الحكومة في الحفاظً على
صحة اليونانيين !! وهذاهو ما أريدك أن تفعله، عفواً، لا
أقصد أن تنزل وتكنس الشوارع، ولكن
غير نظرتك إلى الدنيا من حولك إذا أردت أن تراها وتعيش
بشكل أفضل.
قل لي كيف تفكر في المستقبل؟، هل تفكر فيه على أنه
استمرار وتفاقم للمشاكل، أم أنه يحمل
الفرص التي يجب أن تستعد لها لتستغلها وتحقق لنفسك حياة
أفضل، هل تفكر في نفسك فقط؟ أم
تفكر في الطريقة التي ستترك بها بصماتك التي سيشكرك
عليها الناس ويتذكرونك بالخير بعد أن
تفارق هذه الحياة التي وإن طالت بك فهي قصيرة جداً في
عمر الزمن.
هل ترى فرقاً بين من يفكر في أولاده على أنهم ضرورة
للشكل الإجتماعي وطبيعة الحياة، وبين من
يفكر بأنهم أهم مشروعات حياته ومفاجأة سيبهر بها العالم،
هل تستوي الأم التي تترك أولادها
للخادمة وتذهب للعمل، والأم التي تبحث كل يوم عن أفكار
جديدة لتعلمهم وتشارك زوجها في بناء
هذا المشروع ... الفرق هو في الطريقة التي ينظر بها كل
منهما لأولاده ... الأول ينظر لهم على
أنهم كماليات ونتيجة تلقائية للزواج، والثاني يعتبرهم
رسالة وأمانة سيحاسب عليها ... نظرتك
لأولادك لها دور كبير جداً في تحديد مستقبلهم.
هل تنظر إلى زوجتك على أنها مسئولية أضيفت إلى أعبائك
الكثيرة ام أنها السند والرفيق الذي
يسهل عليك صعوبات الحياة، هل تنظر إليها على انها الحضن
الذي تلجأ إليه عندما تحاصرك آلامك،
أم تصنفها ضمن تلك الآلام؟، أيا كانت نوعية حياتك
الزوجية فأنت المسئول الأول عنها، فالمرأة
هي المرأة في كل زمان ومكان، إن منحتها الأمان والحنان
وشعرت بها وبآلامها ستعطيك حياتها
عن طيب خاطر، إذن في حال معاناتك لا تلومن إلا نظرتك ...
جرب وادخل عليها اليوم أوغداً ولو
حتى بوردة، ستستغرب بالطبع لأنها لم تتعود منك ذلك ومع
ذلك سترى تأثير هذه الوردة في الحال.
فكر الآن في مشكلة محددة تواجهك وكرر بينك وبين نفسك
كلمة مشكلة عشر مرات ... بم تشعر
الآن؟، مرة أخرى فكر في نفس المشكلة وكرر كلمة تحدي عشر
مرات؟ هل شعرت بالقوة هذه
المرة؟، ليست القوة فحسب فهذا التغيير في نظرتك لما
تعانيه على أنه تحدي سيحفز عقلك لإيجاد
الحلول بدلاً من أن تعيش في المشكلة ... المشكلة التي
غيرت معناها وأصبحت تنظر لها على أنها
تحدى.
ماذا تعرف عن الفشل؟ معلوماتنا عن الفشل تقول أن شخصاً
حاول أن يفعل شيئاً ما وفشل. وهو
تعريف خاطئ والصحيح أن الفشل هو التوقف عن المحاولة، ...
هناك مثل ياباني يقول، إذا وقعت
فقم وحاول مرة أخرى، وإذا وقعت ثانيةً قم وحاول مرة
ثالثة ورابعة وخامسة، ولا تتوقف إلا عندما
تحقق ما تريده، ولكن انتبه أيضاً إلى قانون يطلق عليه
الصينيون " قانون الجنان " وهو أن تسلك
نفس الطريقة التي تسببت في الإخفاق وتتوقع نتيجة مختلفة،
إذن غير نظرتك ولا تسارع بالانضمام
إلى أعضاء نقابة الفشل لمجرد محاولة أو حتي عشر محاولات
لم تنجح، إسمع الكلام الياباني
وحاول مرة اخرى حتى تصل الى ماتريد
شخصياً عندما أخفق أحياناً في شيئ ما أذهب إلي أي مكان
وأحتفل بنفسي !! قد لا يعجبك الكلام
ولكن هذه هي طقوسي عندما أخفق أو كما نقول خطأً أفشل، هل
ينبغي أن أقتل نفسي لمجرد عدم
التوفيق في شيئ ما وأياً كان هذا الشيئ؟، الحياة لن
تنتظرني كثيراً حتى أتفرغ من استحلاب مرارة
الفشل، وإذا لم تعجبك طريقتي إذن فابتكر لنفسك الطريقة
المريحة الخاصة بك، المهم أن تفعل أي
شيئ إلا أن تفكر سلبياً وتلوم نفسك وتلعن الدنياً ...
فقط تعلم وانظر لها على انها مجرد تجربة
وليست نهاية الكون.
عندما تصاب بالمرض هل تظلم الدنيا في وجهك وتلعن حظك؟،
أم تعتبره ابتلاء ستؤجر عليه إن
صبرت واحتسبت، هل تعتبره دليل على محبة الله لك، أو
تطهير لك من ذنوب اقترفتها ولا يعلمها
إلاهو؟ الحقيقة أنه إن حدث فهو أمر وقع بالفعل ولن يفيد
امتعاضك في شيئ، بل أنه قد يزيد من
معاناتك، إحمد ربنا وتذكر أن غيرك يعاني المرض والجوع
أيضاَ ... صح يا سكر؟
والآن أصبح بين يديك حقيقة مهمة لا تكتفي بمجرد معرفتها
ولكن إبدأ في التطبيق، فهي من القوة
بحيث أنها كفيلة بتغيير حياتك وفوراً، ولتزيد من هذه
القوة، إحرص على أن تتحدث بها مع من
حولك كما اتحدث معك الآن ... وقديماً قالوا " إضحك
تضحك لك الدنيا " والعبد لله يقول " غير
نظرتك تتغير لك الدنيا "